التقى رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي، يوم الأربعاء 29 نوفمبر 2017، رئيس المفوضية الأوروبية "جون كلود يونكر" Jean-Claude Juncker، بمناسبة مشاركته في فعاليات القمة الخامسة للاتحاد الإفريقي-الاتحاد الأوروبي المنعقدة بأبيدجان بالكوت ديفوار يومي 29 و30 نوفمبر الجاري.
وأكّد رئيس المفوضية الأوروبية دعم الاتحاد الأوروبي للتجربة الديمقراطية التونسية واعتبرها من أولويات سياسته الخارجية باعتبار أنّ ذلك ينسجم مع توجهات سياسة الجوار المنفتحة ومبدأ التمايز. وشدّد على أهمية المفاوضات الجارية بين تونس والاتحاد الأوروبي من أجل التوصل إلى رؤية مشتركة حول إطار سياسي جديد لتعاون أكثر تقدما في أفق سنة 2020 ينسجم مع التحديات الماثلة أمام تونس ويستجيب لطموحات الجانبين نحو مزيد من الاندماج والتعاون.
وأبرز أهمية التقدم في مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة الكاملة والشاملة (ALECA) كخطوة متطورة لتعميق التكامل الاقتصادي لتونس مع الاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أنّ الاتحاد على استعداد لدعم تونس في عملية التفاوض وعند تنفيذ بنود هذه الاتفاقية من خلال تدابير تهدف إلى تحديث القطاعات الرئيسية للاقتصاد كالفلاحة والخدمات بما يسمح بتحسين اندماج اقتصادها في السوق الأوروبية.
وأضاف جون كلود يونكر أنّه سيتم العمل، في إطار الشراكة بين الجانبين، على تيسير تنقل الموارد البشرية من خلال إدارة مشتركة مثلى لملف الهجرة وأكد أهمية العمل سويا وبالتعاون مع الشركاء الدوليين لدعم الأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة الأورو- متوسطية، كأولوية مشتركة من خلال إحكام التعاون والتنسيق الأمني لمواجهة التهديدات الإرهابية وفقا للمعايير الدولية وقواعد الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان.
وأوضح، في هذا الصدد، استعداد الاتحاد الأوروبي لمساندة تونس في تنفيذ استراتيجيتها الوطنية في مجال مكافحة التطرف والإرهاب ومواصلة دعمه لبرنامج إصلاح قطاع الأمن وتحديثه.
من جانبه، عبّر رئيس الجمهورية عن ارتياحه لمسيرة التعاون المثمرة والبناءة بين تونس والاتحاد الأوروبي الشريك الاقتصادي الأوّل لبلادنا، ونوّه بالدعم المتواصل الذي يقدمه الاتحاد لفائدة تونس في مختلف مجالات التعاون السياسية والاقتصادية والأمنية، داعيا إلى دعم أكبر من الشريك الأوروبي يأخذ بعين الاعتبار طبيعة المرحلة التي تمرّ بها البلاد والصعوبات التي تواجهها لتحقيق الانتقال الاقتصادي المنشود.
كما ثمّن رئيس الدولة تفهم الاتحاد الأوروبي للأولويات الاستراتيجية التونسية التي تمّ تحديدها في خطة التنمية الخماسية 2016- 2020 وشدّد بالخصوص على الأهمية التي توليها تونس لتحقيق مبادرة "الشراكة من أجل شباب تونس- الاتحاد الأوروبي" التي تمّ إطلاقها في القمة الأولى بين تونس والاتحاد الأوروبي في ديسمبر 2016، ودعا إلى ضرورة وضع برنامج عمل محدّد ودقيق لتنفيذها.
وبخصوص القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، فقد اتفق الجانبان على ضرورة تكثيف الاتصالات والمشاورات بينهما خاصة فيما يتعلق بحلّ الأزمة في ليبيا.
المكان : | أبيدجان |
التاريخ: | 29 نوفمبر 2017 | شارك : |