استقبل رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي، مساء يوم الثلاثاء 18 ديسمبر 2018 بالجناح الرئاسي بمطار تونس قرطاج الدولي، الرئيس السنغالي ماكي سال "Macky Sall" الذي يؤدي زيارة رسمية إلى تونس يومي 18 و19 ديسمبر الجاري بدعوة من رئيس الدولة.
وعقد رئيس الدولة، بقصر قرطاج، جلسة مباحثات على انفراد مع نظيره السنغالي تطرقت بالخصوص إلى علاقات الأخوة والتعاون التي تجمع البلدين وآفاق دعمها وتطويرها في المجالات ذات الأولوية إضافة إلى تبادل الرأي حول المسائل ذات الاهتمام المشترك إفريقيا ودوليا والتأكيد على أهمية تعزيز التضامن والتعاون بين الدول الإفريقية للدفاع عن مصالحها وضمان مستقبل أفضل لشعوبها.
وأكّد رئيس الجمهورية بهذه المناسبة التزام تونس بتعزيز اندماجها في محيطها الإفريقي وتوسيع علاقات تعاونها مع كافة الدول الإفريقية لا سيما مع تلك التي تجمعها بها علاقات تاريخية عريقة ومتميزة على غرار السنغال.
وجدّد رئيس الدولة في هذا السياق حرص تونس على المضي قدما في تعزيز مسيرة التعاون مع السنغال الشريك الاقتصادي الثاني لتونس في منطقة إفريقيا جنوب الصحراء وانفتاحها على كلّ المقترحات والأفكار التي من شأنها أن تعطي دفعا قويا لهذه العلاقات واستعدادها لوضع خبراتها على ذمّة الأشقاء السنغاليين للاستفادة منها في الميادين ذات الأولوية، وشدّد على أن هذه الزيارة من شأنها أن تساهم في فتح آفاق واعدة للجانبين سواء على المستوى الحكومي أو على مستوى القطاع الخاص الذي يعدّ شريكا أساسيا في تنمية التعاون وإثرائه بين البلدين.
ودعا رئيس الجمهورية إلى أهمية الإسراع بعقد الدورة التاسعة للجنة العليا المشتركة التي لم تنعقد منذ سنة 2006 وضرورة الاستفادة المثلى من الإمكانيات وفرص الشراكة المتاحة ومن الموقع الاستراتيجي للبلدين وانفتاحهما على الخارج لتحقيق نجاعة أكبر خصوصا في المبادلات التجارية ورفع نسق الاستثمار.
من جانبه، نوّه الرئيس السنغالي بالزخم الذي تشهده العلاقات التونسية السنغالية واعتبر أنّ ذلك امتداد طبيعي لعلاقات متجذّرة أسّس لها الزعيمان الراحلان الحبيب بورقيبة وليوبولد سنغور، وأعرب عن تفاؤله بمستقبل التعاون بين البلدين وعن شكره وتقديره لتونس على استعدادها لوضع خبراتها وإمكاناتها على ذمة بلاده في عديد المجالات ذات الأولوية، مثمنا فرادة التجربة الديمقراطية التونسية الفتية ودور رئيس الجمهورية في تعزيز مكتسبات الدولة الحديثة وتحقيق الاستقرار لتونس.
كما تطرقت المباحثات الموسعة بين وفدي البلدين إلى مجالات التعاون ذات الاهتمام المشترك وسبل مزيد تنميتها خصوصا في مجالات الفلاحة والتجارة والصناعات الغذائية والاستثمار والتعليم العالي والتكوين المهني والثقافة وتكنولوجيات الاتصال الحديثة والاقتصاد الرقمي والصحة، إلى جانب تبادل الخبرات في ميادين السياحة والسكن الاجتماعي.
واتفق الجانبان على عقد الدورة التاسعة للجنة العليا المشتركة التونسية السنغالية سنة 2019 لمتابعة تنفيذ نتائج الزيارة الرئاسية وتقييم واقع العلاقات وسبل مزيد دعمها في المستقبل.
وثمّن الجانبان مساهمة القطاع الخاص في دفع نسق التعاون ومعاضدة الجهود المشتركة للبلدين للارتقاء بالعلاقات الاقتصادية إلى المستوى المأمول، ونوّها، في هذا السياق، بتنظيم لقاء لفائدة الرئيس السنغالي يوم الأربعاء 19 ديسمبر الجاري مع عدد من رجال الأعمال التونسيين.
وأشرف رئيس الجمهورية رفقة نظيره السنغالي على حفل توقيع 06 اتفاقيات تعاون في مجالات البريد وتكنولوجيات الاتصال والاقتصاد الرقمي، والتربية والثقافة والإنتاج السينمائي المشترك والنهوض بالصادرات.
وفي ختام المباحثات، أدلى رئيس الدولة رفقة الرئيس السنغالي بتصريح إعلامي مشترك أكّدا خلاله على تجذّر العلاقات التونسية السنغالية وتميزها منذ ستّينات القرن الماضي وعلى الرغبة المشتركة للبلدين في مزيد الارتقاء بها إلى أفضل المراتب خدمة للمصلحة المشتركة للشعبين الشقيقين، مشدّدان على أنّ هذه الزيارة ستفتح آفاق تعاون واعدة لتطوير المبادلات التجارية وتنمية فرص الاستثمار خصوصا وأنّ البلدين ينتميان إلى المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "CEDEAO" وتجمعهما مبادئ وقيم مشتركة في الدفاع عن حقوق الإنسان والحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والتضامن والقضايا العادلة في إفريقيا والعالم.
كما أكّد رئيسا الدولتين على تطابق وجهات نظر البلدين إزاء عديد القضايا الإفريقية والدولية ومنها بالخصوص الوضع في كلّ من ليبيا ودول جنوب الصحراء ومختلف التحديات الأمنية والتنموية التي تواجهها هذه المنطقة.
المكان : | قصر قرطاج |
التاريخ: | 18 ديسمبر 2018 | شارك : |