نص الرسالة التي وجهها رئيس الجمهورية إلى أعضاء لجنة جائزة نوبل للسلام

السادة والسيدات أعضاء اللجنة الأفاضل،
يسعدني أن أقدم ترشح الرباعي المتكون من الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية والاتحاد العام التونسي للشغل والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان والهيئة الوطنية للمحامين لجائزة نوبل للسلام لسنة 2015.
وكما تعلمون، فقد خطّت تونس صفحة جديدة من تاريخها وتاريخ الديمقراطية. وكان من البديهي أن لا يكتب لنا النجاح لولا المساهمة الفاعلة للرباعي.
وفي مرحلة ما بعد الثورة، ولما كان البلد مهددا بحرب أهلية وتنامي العنف والتطرف، عمل الرباعي على ارساء السلام والاستقرار. وفي ظلّ مناخ اجتماعي وسياسي مضطرب، تبنّت المنظمات الأربعة مبادرة لإرساء حوار وطني أنقذ البلاد وأفضى إلى وفاق وطني.
وقد أفضى هذا الوفاق إلى وضع دستور جديد مهّد الطريق لانتقال سلمي نحو الديمقراطية.
واليوم مكنت جهود الرباعي تونس من الشروع في بناء مجتمع ديمقراطي قائم على احترام القانون وقيم الحرية والعدالة الكونية.
وهناك عاملين أساسيين كي يحظى هذا الترشّح بالقبول:
الأول، سيكون تكريما لتونس البلد الصغير الذي قدم للعالم درسا في الشجاعة والمثابرة. وهي الطريق التي أدت إلى ثورة الياسمين.
الثاني، سيعيد هذا الترشح الاعتبار لقيم الحوار والتوافق في عالم تطغى عليه النزاعات.
وقد برهنت تونس بأن الثورة السلمية ممكنة ويمكن أن تفتح المجال للديمقراطية.
وبمنحكم جائزة نوبل للسلام للرباعي، تقدمون تقديرا قويا ورمزيا لمبادرة سلمية غير مسبوقة في العالم العربي ورسالة أمل وتوافق وتسامح.
إن العالم في حاجة ملحة اليوم إلى الحوار والتوافق والأمل والتسامح.

الباجي قايد السبسي

المكان : قصر قرطاج
التاريخ: 09 أكتوبر 2015
شارك :

آخر الأخبار

الأخبار ذات الصلة

الصفحات

Layout Settings